قصيد : لا تسأل
للشاعر التونسي محمد أحمدي
يتساءلون
لم نكتب ؟
نكتب ﻷننا نريد الجرح
أن يظل حيا و مفتوحا
ﻷن الكائن الذي نحب
أغلق الباب و ذاب
و نحن لم نقل له بعد
ما كنا نشتهي قوله
لم نقل شيئا
و أوصد الباب
و بكل بساطة
او سذاجة
نكتب ﻷننا لا نعرف
كيف نكره اﻵخرين
و ربما ﻷننا لا نعرف
أن نقول شيئا آخر
أو ربما ﻷننا
ندرك أن العفن يتنفس
داخل شقوق الذاكرة الحزينة
و عروقه تدلت
حتى مست اﻷرض
فتوغلت فيها
و السماء تبحث عبثا
عن زرقتها
و الغيمة عن ظلها
و شيماء عن أقصاها
عن وليدها
أو وريدها
او ربما نكتب أيضا
لنهدم قصرا
شيد سرا
و ننزع قسرا
أقنعة "الكبار"
و نخلع ثيابهم
و نخضع ذئابهم
لتظهر الحقيقة...
و حينا نكتب و نبكي
بلا سبب
و نضحك بلا سبب
فلا تعجب
و لا تسأل لماذا نركض
خلف فراشة الحقل
وهي تراقص اﻷمل
فنراقصها بلا خجل
ثم نمضي على عجل
لنحرق شجرة بائسة
او غابة بأكملها
و نهدي رمادها قربانا
لغد أفضل
و حديقة أجمل
فلا تعجب !
و يقينا
يقينا نكتب
ﻷننا لنا كل الهذيان الذي
أقعدكم حينا
و أزعجكم أحيانا
فلا تسألوا إذن
لمن ؟
و كيف و هل ؟
و لا تحفروا للشاعر قبرا
"فالشاعر لا يموت
هو يمعن في الغموض فقط"
* محمد أحمدي / تونس *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق