كم كنت
أحلم أن العلم يرفعني
أحلم أن العلم يرفعني
ما أجمل العيش يا صاحي وأعذبه
وأنت تغفو على عزف الصراصير
لا كهرباء ولا ماء ولا أمل
وآخر الليل تجعيرالطراطير
وجرة الغاز كابوس يلازمني
يا جرة الغاز لا يكفيك تعتيري؟!
أمسي وأصبح والأعباء ترهقني
هم وغم وتنعاب الفواتير
أبكي وأضحك من بؤسي ومن وجعي
لا حظ عندي سوى لبط المقادير
وفي الوظيفة لفح الشوب يحرقنا
والصحب مهنتهم دق المسامير
ويوم عطلتك المنحوس تنفقه
شتما وهرولة بين الطوابير
والناس ترمقني كأن نظرتها
جلد السياط ولسعات الزنابير
موظف مفلس دهري يقلبني
مثل الرغيف على جمر التنانير
كم كنت أحلم أن العلم يرفعني
لسدرة المبتغى مثل المشاهير
وغرني أمل ..ودار في خلدي
أني سأفرح يوما ما بتوزيري
لكن حلمي خبا والدين أرهقني
وصرت بين الورى كنافخ الكير
أغفو وأصحو على هم يطاردني
ليلا نهارا وفي حلمي وتفكيري
أحدث النفس في سري وفي علني
هل ينفع العلم في عصر العراعير
أمشي على الشوك والدنيا تعيرني
بحامل العلم ذباح الأزاهير
ياحامل العلم أضحى العلم مهزلة
فلذة العيش في دنيا المجارير
فاركن علومك لا هم ولا قلق
فوق الرفوف وفي جوف الجوارير
واعمل من الفجر حمالا بلا خجل
في سوق هال على إحدى الطنابير
د. عبد السلام حمد
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق