إنتهتْ الرِحْلَةُ
ولمْ ينتهِ العِشْق ..
...................
وها قدْ وضعتْ الرِحْلَةُ أثقالَها
ورَسَتْ مراكبي على مَرافِئ الحبيبِ
وانزلقتْ الروحُ
من أعالي شاهقاتِ الخَيالِ
بوادي الوِصالِ
حيث غدرانِ العِناقِ
ومُروجِ الأَمَلِ الخضراء ،
وقدْ هالَها ما تطابقَ
بينَ مَرْأى العينِ وطَيْفِ الخيالِ
فذابتْ ثُمّ ساحتْ
ثُمّ غابتْ ولمّا أفاقتْ
عادتْ لحالةِ الشوقِ
رُغْمَ القُرْبِ وإلى الظمَأَِ
رُغْمَ رَيِّ المَنْهَلِ
وإلى الوَحْشةِ
رغم حرارةِ أحضانِ اللقاءِ
فالفراقُ وشيكٌ
ولَظَىٰ الوداعِ يُحرقُ الأنفاسَ
المتصاعدةَ بشهقةِ الإندهاشِ
ويخفي الأصواتَ المتهدجةَ
بحرارةِ المُناداةِ
وعطرٌ حاضرٌ ما برحَ يملأُ الأورادَ
وتتشربهُ الشرايينُ ،
حتى وددتُ أنّي لمْ أزلْ
عن مَوضِعي القديمِ
ولمْ أقتفِ الأثرَ
فأبقى
مُحلقاً على أجنحةِ الخيالِ
أَبَدَ الدهرِ حاملاً
أفئدة َالأملِ وشوقَ الإنتظارِ
وأَظَلّ سابحاً
في شواطِئ الذِكْرِ
يلوحُ لي كالشمسِ
علىٰ سطحِ الماءِ
وأبقىٰ أتدحرجُ مَعَ أمواجهِ
المتلاطمةِ شوقاً للقاءٍ ،
فلا تَهْدَأُ أجراسُ الحنينِ
ولا تنطفِئُ جَذْوةُ
الرغبةِ .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق