اغاني

الجمعة، 10 أغسطس 2018

ليلة فارقتني أمي.. الكاتبة والشاعرة الراحلة /مني شوقى غنيم

ليلة فارقتني أمي
للكاتبه والشاعره الراحله منى شوقى غنيم
*****************************
شعرة تفصل الحياة عن الموت طرفة عين لو علمت أنها ستبعدني عنها ما طاوعتها ، لحظات من الصمت توقف فيها الزمن منذ سمعت صوتها تناديني تشير بأصابعها معلنة الصلاة ، لم أكن أعرف أنها ستكون صلاتها الأخيرة قبل أن يأتيها ملك الموت ليعلن رحيلها ، تصرخ الريح من حولي ، تتلون مشاعري بسواد آهاتي وحزني ، أبحث عن الشمس أجدها ترحل حاملة معها أنفاس ذاك الوجه الملائكي فكيف ينير غدي بغير ضياء وجهها ؟
أين أجد دفئاً يذيب جليد أحزاني ؟

يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي ...
صوتي لا يصل إليها ، تتابع رحلتها وحدها وتتركني ، رجفة في القلب تخفق‏ ، أزهار العمر ظمئى رحل نبع الحب ، مات ، المدى يضيق حولي وكل شيء بعدك أصابه الحزن ، آآه يا أمي كم أشتاقك ، أصبح الليل أكثر ظلاماً ، أنفاس الشتاء تحاصرني ، بليل أكثر برودة ، تصرخ الروح خائفة ، عودي إليّ ، دثريني بحنانك ، تشتد رياح الحزن‏ ، زمليني بين أحضانك ، بعد رحيلك استعمر الخوف قلبي ، في عيوني بحر دمع ، تصرخ أمواجه تناديكِ أماه أين أنتِ ؟! ، أين حبك الذي كان يرويني من ظمأ الحياة ، يداعبني الشوق و الحنين إليكِ ، أبحث عنكِ بين ثيابك المعلقة على مشجب عمري ، أضمها ، أتنفسها ، أحسك نبضاً ، دفئاً ، يأتيني طيفـك كالظلال تطوف خافتة ، آآه يا أمي ليتني أنام بين جفونك لحظة ، أراكِ في كل شيء فأسرع إليكِ وملء عيوني دموع حنيني إليكِ ، كلما هلت صلاة الفجر أبحث عن مسبحتك مازالت بصمة أصابعك موشومة على حباتها ، مازالت تفوح بعطرك ، حين عانقت في راحتيكِ الرحيق ، أقبلها !! أقبل يديكِ ، تلك الخيوط الحريرية داخل سجادة صلاتك ما زالت تحمل أنفاسك ، في سجودي أسمعها تهمس بدعائك ، آآآه يا الله ، الشوق في القلب يثور كالبركان لأول من كتبت علي وجهي سطور الحب ، ربما غابت‏ عن الحياة ..‏ ولكني مازلت أراها ... أسكنـها .‏..‏ وتسكنني ،
صورتها المعلقة على الحائط تشرق شمساً في صباح وتنير بدراً في المساء فيبدد ظلمة ليلي ، آه يا أمي ، ذلك القلب الساكن بين أضلعي المحكوم عليه بالحياة بعد رحيلك كم يشتاق للقائك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق